
Khutbah Bahasa Arab – Kebaikan di Dunia dan Akhirat
KHUTBAH JUM’AT 2 SEPTEMBER 2022
Kebaikan di Dunia dan Akhirat
Ustadz Rizal Yuliar Putrananda
خطبة ٦ صفر ١٤٤٤ هـ
بمعهد اللؤلؤ والمرجان
الخطبة الأولى
الحمد لله الذي سما الكون بذكره، وإن من شيء إلا يسبح بحمده. أحمده سبحانه وأشكره على نعمه وفضله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا مثيل له في حكمه وعدله وأمره ونهيه، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، عَبَدَ الله حقاًّ في سره وجهره. صلى الله عليه وعلى آله وأزواجه وصحبه، أما بعد
أيها المؤمنون، أوصيكُم ونفسي بتقوى الله حق التقوى، وراقبوه في السر والنجوى
قال تعالى: با أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون
عباد الله
دعاء قرآني عظيم جامع شامل كامل بكلمات معدودة ومعان عالية، جمع كل خير في الدنيا وأبلغ مطلوب في الآخرة، وصرف كل شر
دعاء عظيم ورد في كتاب الله: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
قال أنس بن مالك رضي الله عنه: كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. أخرجه البخاري (6389)، ومسلم (2690)
ودعا به موسى عليه السلام، قال الله تعالى :واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة. (الأعراف 156)
وأكرم الله به خليله إبراهيم عليه السلام قال تعالى :وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (النحل 122)
دعوة قصيرة مختصرة، فيها من الخير ما لا تستوعبه الألفاظ والعبارات، وأغنت عن كثير المقال والكلمات
فكنوز الفضائل في معانيها، ومنتهى الأماني في مضمونها ومراميها
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قيل له: إن إخوانك أتوك من البصرة لتدعو الله لهم. قال: اللهم اغفر لنا وارحمنا، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. فاستزادوه فقال مثلها ثم قال: إن أوتيتم هذا فقد أوتيتم خير الدنيا والآخرة
قال عطاء بن أبي رباح رحمه الله: طاف عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه البيت فاتبعه رجل ليسمع ما يقول، فإنما يقول
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. فقال له الرجل: تبعتك فلم أسمعك تزيد على هذه الآية؟ فقال عبد الرحمن : أوليس ذلك كله الخير؟!
وحين نتأمل هذا الدعاء وما حواه من فصاحة وبلاغة تتجلى لنا علاقة التكامل بين الدنيا والآخرة في منظور الإسلام وأنّه لا تعارض بينهما
فالدنيا طريق والآخرة غاية، الدنيا غرس وبناء وتنمية والآخرة حصاد وجنْيٌ للثمار اليانعة، الدنيا محطة الاستزادة وبذل الإحسان والآخرة جزاء ونيل الإحسان
الدنيا دار ممرّ وعبور والآخرة دار نعيم وسرور
والتوازن بينهما هو منهج العقلاء وسبيل النجاة
روى مسلم عنْ حَنْظَلةَ الأُسَيْديَّ -وكان مِن كُتَّابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قال: لَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ، فَقالَ: كيفَ أَنْتَ يا حَنْظَلَةُ؟ قالَ: قُلتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ، قالَ: سُبْحَانَ اللهِ! ما تَقُولُ؟ قالَ: قُلتُ: نَكُونُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يُذَكِّرُنَا بالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حتَّى كَأنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِن عِندِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، عَافَسْنَا الأزْوَاجَ وَالأوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ، فَنَسِينَا كَثِيرًا، قالَ أَبُو بَكْرٍ: فَوَاللَّهِ إنَّا لَنَلْقَى مِثْلَ هذا، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ حتَّى دَخَلْنَا علَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، قُلتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ، يا رَسُولَ اللهِ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: وَما ذَاكَ؟ قُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، نَكُونُ عِنْدَكَ، تُذَكِّرُنَا بالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حتَّى كَأنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِن عِندِكَ، عَافَسْنَا الأزْوَاجَ وَالأوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ، نَسِينَا كَثِيرًا، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ، إنْ لَوْ تَدُومُونَ علَى ما تَكُونُونَ عِندِي وفي الذِّكْرِ، لَصَافَحَتْكُمُ المَلَائِكَةُ علَى فُرُشِكُمْ وفي طُرُقِكُمْ، وَلَكِنْ يا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.
يعني بين طاعات من الاستزادة للآخرة وبين مباحات للاستمتاع بشيء من الدنيا
والسائر المقبل إلى ربه يعرف قدر الدنيا والآخرة. وينزلهما في قلبه منزلتها اللائقة بهما، فهو يسأل ربه حسنة الدنيا أحسن ما فيها ولكنه قلبه ممتلئ باستحضار الآخرة التي هي مقتصده ومآله
قال تعالى :لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ۚ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ ۚ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ. (النحل 30)
مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ۖ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ (الشورى 20)
أما من غفل عن استحضار الآخرة في نفسه وتناسى عن مآله ومصيره فإنه يجعل زينة الدنيا الفانية منتهى رغباته وأسمى تطلعاته وهمته ومهماته. قال تعالى
أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (التوبة 38)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كانتِ الآخرةُ هَمَّهُ جعلَ اللَّهُ غناهُ في قلبِهِ وجمعَ لَه شملَهُ وأتتهُ الدُّنيا وَهيَ راغمةٌ
ومن كانتِ الدُّنيا همَّهُ جعلَ اللَّهُ فقرَهُ بينَ عينيهِ وفرَّقَ عليهِ شملَهُ، ولم يأتِهِ منَ الدُّنيا إلَّا ما قُدِّرَ لَهُ. (الترمذي 2456) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه
فقد ذم الله تعالى من لم يسأله إلا في أمر دنياه وهو معرض عن أخراه فقال تعالى: فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (البقرة 200).
حسنة الدنيا هي حياة القلب ونعيمه وبهجته وسروره بالإيمان ومعرفة الله ومحبته والإنابة إليه والتوكل عليه. وإقرار العبد نعم الله عليه وشكرها والتقرب إلى الله بها
وقيل حسنة الدنيا من أوتي قلبا شاكرا ولسانا ذاكرا وجسدا صابرا فقد أوتي في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ووقي عذاب النار
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :انظروا إلى من هو أسفلَ منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقَكم ، فإنه أجدَرُ أن لا تزدَروا نعمةَ اللهِ عليكم. رواه الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
ومن حسنات الدنيا نعمة الأمن والعافية وقوت اليوم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :مَن أصبحَ منكم آمنًا في سربِهِ ، مُعافًى في جسدِهِ عندَهُ قوتُ يومِهِ ، فَكَأنَّما حيزت لَهُ الدُّنيا. رواه الترمذي وابن ماجه من حديث عبيد الله بن محصن
والعلم النافع والعمل الصالح وحسن الخلق أعظم زينة الحياة الدنيا وحسناتها وهي من أجلّ ارتفاع الدرجات في الجنة
الخطبة الثانية
الحمدلله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه
اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه
أما بعد
أيها المؤمنون، أوصيكم ونفسي بتقوى الله، فمن اتقاه وقاه ومن سار على نهجه نجاه
عباد الله
وحسنة الآخرة التي تنافس فيها المتنافسون وبذل من أجلها المتسابقون المؤمنون هي الجنة. قال الله تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (آل عمران 185).
وقال تعالى :إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (الأنبياء 90)
ألا وصلوا عباد الله على رسول الهدى فقد أمركم الله بذلك في محكم تنزيله فبدأ في نفسه، وثناه بملائكته المسبحة بقدسه، وثلث بكم أيها المؤمنون فقال:
إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما
الدعاء والختام